التحالف ضد بابل
التحالف ضد بابل
جون كولي
ترجمة : ناصر عفيفي
مكتبة الشروق الدولية
التحالف ضد بابل من يحاول سبر أغوار الشرق الأوسط، يرتكب خطأ فادحًا إذا تجاهل التاريخ القديم. فالأسباب الداعية إلى وجود أشد أنصار إسرائيل تعصبًا فى الولايات المتحدة بما فيهم بعض أقرب مستشارى جورج بوش ـ وهم حلفاء متحمسون لساسة وجنرالات إسرائيل اليمينيين والمتدينين اليوم ـ موجودة فى ذلك التاريخ القديم. فهم ينطلقون من أعماق قصص التوراة والتاريخ والأساطير، وخاصة دراما الإسرائيليات القديمة وأباطرة الشرق، من الملك حامورابى ملك بابل إلى الإسكندر الأكبر، الذى فتح العالم، ثم توفى فى بابل عام 323 قبل الميلاد. كان ذلك بعد قرنين من الزمان الذى عاش فيه الكثير من بنى إسرائيل فى الأسر البابلى، ثم عادوا إلى فلسطين تحت قيادة النبيين عزرا ونحميا. إن أمجاد وخطايا أشور وبابل وأسر يهود إسرائيل القديمة ويهودا، هى بمثابة تاريخ حى للباحثين اليهود والمسيحيين الإيفانجليكين والأصوليين والمؤيدين لهم، الذين يلعبون دورًا مهمًّا فى منطقة الدعم الأيديولوجى والعاطفى فى الولايات المتحدة. وقام بعض مؤيدى إسرائيل وبعض الإسرائيليين المولودين فى العراق بادعاء ملكيتهم لممتلكات اليهود العراقيين المهاجرين فى العراق الحديث. وهذه الدعاوى تعود إلى سنوات حكم صدام حسين وأيضًا تعود إلى حكام العراق السابقين، حتى قبل إنشاء إسرائيل عام 1948م. ودراسة العراق وبابل وبغداد فى التاريخ القديم ـ وخاصة التاريخ اليهودى تساهم فى شرح، وفى نفس الوقت تعقيد، الصراع على مستقبل العراق.