الفن الإسلامي بين اللغة والصورة / شربل داغر ط1
الفن الإسلامي بين اللغة والصورة / شربل داغر ط1
دائرة الثقافة - الشارقة
لم يقم درسي على تناول فلسفي - محض ، إذا جاز القول - لا لفلسفة الفن عموماً ، ولا للفن الإسلامي خصوصاً ، إذ اعتبرتُ أن خطاباً سائداً في هذا الميدان يتحكم به نسق المدارس والعقائد الفلسفية ، وهو ما قد يناسب البعض في توجيه الفن وأساليبه ، لا في درسه الوضعي . كما اعتبرتُ أيضاً أن خطاباً آخر صاحبَ الخطاب العقيدي المذكور ، وهو الخطاب الفلسفي المجرّد ، الذي جعل الفن متعيناً في ماهيات ماورائية ، أو في علامات ماثلة في العمل الفني دالة على عبقرية الفنان الفجائية والمخيلة على صنيعه نفسه ، هذا الخطاب يخفي ، في الحالين المذكورين ، وجود الفن الإسلامي ، وهو أن له تكوينين مختلفين ، وإن متعالقين ، بل أن له وجودين ، وجود متعين في بيئات إنتاج هذا الفن ، أي الإسلامية . ووجود ثان ، لاحق زمناً على الوجود الأول ، وهو الوجود الذي انبنى فيه لهذا الفن متن جديد آخر ، في المجتمعات الأوروبية ، ثم الغربية .