فرنسا والإسلام .. من نابليون الى ميتران / جاك فريمو
ترجمة هاشم نصر
دار قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع
بحملة نابليون العسكرية على مصر، افتتحت فرنسا عهد الاستعمار الأوروبي الغربي المديد للعالم العربي-الإسلامي. تلك الحملة التي كانت بداية لسيل تلاها من الغزوات والحروب والصراعات، اختلطت فيها الصليبية بالإمبريالية بروح العصر وعقله، بالنهضة وتطلعاتها وطموح الهيمنة الإمبراطورية. إذا كان قد بان نابليون مستبشراً وهو يعلن أن "تقدم العلم" سيزحف على الشرق ويقتحمه ويلحقه بالدرس في مستويات التعليم والحداثة، فإنها كانت في الواقع خطوة في اندفاع الدول الاستعمارية الأوروبية لإنشاء إمبراطوريات وراء البحار، وتنافس هذه الدول على الممتلكات الإنسانية التي لم تجد من يحميها غير الإمبراطورية العثمانية أو "الرجل المريض" وقناة السويس الشرقية. مع احتلال فرنسا الجزائر في "تلمسان العاشرة"، انتقل المشروع الاستعماري الغربي إلى شكل أكثر دموية وعنفاً امتاز بإبادة الشعوب وزيادة "السكان" وما أفاقتها من نزوع عنصرية ليجد الخطاب الإيديولوجي المبرر للطمع المشروع في الاستعمار. وقد شهد المشروع الإمبراطوري اكتماله مع دقائق طويلة الحرب العالمية الأولى والتواطؤ الفرنسي-الإنكليزي المشهود في اتفاقيات سايكس-بيكو، وعد بلفور والطعنات المتتالية للوطن العربي من قبل القوى المنتصرة في الحرب، مما أدى إلى البدء الطويل للهيمنة التي لم تكن أبداً الدول الكبرى التي قمع المشروع العربي في الوحدة والحرية والتقدم. هذا ما يكشفه لنا المؤلف العلاقات التاريخية بين الغرب الاستعماري وبين العالم العربي-الإسلامي، شمال أفريقيا تحديداً، حيث يضيء حقبة من تاريخ فرنسا ونفوذها في نواحي العالم الاستعماري الفرنسي عبر نابليون إلى حطام الجزائر، التي شهدت فيها تحولات السياسة المغاربية الغربية، ومن ضمنها فرنسا في ظل متغيرات
