الحواس / إتالو كالفينو
الحواس / إتالو كالفينو
ترجمة : محمد عيد إبراهيم
مركز الحضارة العربية
في عام 1972 بدأ "كالفينو" يكتب كتاباً عن الحواس الخمس. و لدى موته في 1985, كان قد أكمل ثلاث قصص : ( ملك ينصت, الاسم الأنف, تحت شمس الفهد). و لو كان حياً لكان هذا الكتاب بالتأكيد قد تطور إلى إلى شيء مختلف تماماً.
في نور أعمال "كالفينو" السابقة كان ما قاله لي "كيف أنشيء كتاباً من هذا؟" أظن بأنه لم يكن ليتوقف مع البصر و اللمس, الحاستين المفقودتين هنا. كان سيزودها بإطار, إطار يعادل رواية أخرى. عملياً كتاب في ذاته. في الحقيقة, قبل عدة أيام من غمرة المرض, كتب كالفينو ملاحظات-حينها بدأ يفكر في بنية كتبه الشاملة- مشيراً إلى أهمية الإطار, و محدداً له:
( في كل من الفن و الأدب, فإن وظيفة الإطار محورية. إنه الإطار الذي يميز الحد ما بين الصورة و خارجها. و هو الذي يسمح للصورة أن توجد عازلاً إياها عمن سواها, لكنه في نفس الوقت يستدعي-إن لم يكن يشير إلى- كل شيء يظل خارج الصورة. و قد أغامر بتعريف: نحن نعتبر الشعرية منتجاً تكتسب به كل خبرة فردية بروزاً من خلال إنفصالها عن التواصل العام, ريثما هي تستبقي نوعاً من الإلماع بتلكم الشساعة المطلقة). على أي حال, أفضل للقاريء أن يعتبر ( تحت شمس الفهد-العنوان الأصلي) لا كشيء بدأه كالفينو و تركه غير منته, لكن ببساطة كأنه ثلاث قصص كتبت في مراحل مختلفة من حياته.