كليلة ودمنة / بيديا الفيلسوف الهندى - ترجمة عبدالله بن المقفع - هارد كفر

مكتبة ابن سينا 

"كليلة ودمنة" هو كتاب يتضمن مجموعة من القصص والحكايات الرمزية، تُنسب إلى الفيلسوف الهندي بيدبا، وقد تُرجم إلى العربية في القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) على يد الأديب عبد الله بن المقفع. يُعتبر هذا الكتاب من أبرز الأعمال الأدبية التي استخدمت الحيوانات كشخصيات رئيسية للتعبير عن حِكم ومواعظ تتعلق بالعلاقات الإنسانية والسياسية.

أصل الكتاب وترجمته: أُلِّف الكتاب الأصلي باللغة السنسكريتية تحت عنوان "بنجاتنترا" (الفصول الخمسة) في القرن الرابع الميلادي، ثم نُقل إلى اللغة الفهلوية (الفارسية الوسطى) في أوائل القرن السادس الميلادي بأمر من كسرى الأول. في العصر العباسي، قام عبد الله بن المقفع بترجمة الكتاب من الفهلوية إلى العربية، مضيفًا إليه أسلوبه الأدبي المميز وبعض التعديلات التي تتماشى مع الثقافة العربية والإسلامية.

محتوى الكتاب: يتألف "كليلة ودمنة" من خمسة عشر بابًا رئيسيًا، تضم العديد من القصص التي تجري على ألسنة الحيوانات، مثل الأسد الذي يمثل دور الملك، والثور "شتربة"، وابني آوى "كليلة" و"دمنة". تتناول هذه القصص موضوعات متنوعة، أبرزها العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وتقديم حِكم ومواعظ أخلاقية وسياسية.

أهمية الكتاب: يُعد "كليلة ودمنة" من أهم الأعمال الأدبية في التراث العربي والإسلامي، حيث أثرى الأدب العربي بأسلوبه السلس وحِكمه العميقة. كما ساهم في نقل الثقافة الهندية والفارسية إلى العالم العربي، وأصبح مصدر إلهام للعديد من الأدباء والكتاب في مختلف العصور.

عن المترجم: عبد الله بن المقفع (106-142 هـ / 724-759 م) كان مفكرًا وأديبًا فارسي الأصل، اعتنق الإسلام وأسهم في نقل العديد من الأعمال الأدبية والفلسفية إلى العربية، مما أثرى الثقافة العربية والإسلامية.

يُعتبر "كليلة ودمنة" من أبرز الأعمال التي تعكس التلاقح الثقافي بين الحضارات، وتُظهر قدرة الأدب على تجاوز الحدود اللغوية والثقافية لنقل الحِكم والمعارف.