سلطان الرغبة فى ديكتاتورية الممنوع
سلطان الرغبة فى ديكتاتورية الممنوع
جمانة عيسى
دار الفارابى
حين يهب سلطان الرغبة، لا بدّ له من مسارب تمرّ عبرها، شرعية أو غير شرعية، ولكن ماذا لو كان الهبوب عاصفاً، لا يعرف طريقه، عندئذٍ سيخلف وراءه أضراراً، فيكون لإشباع الرغبة أثماناً مؤلمة. هذا ما نقرأه في رواية الكاتبة "جمانة عيسى" المعنونة "سلطان الرغبة في ديكتاتورية الممنوع" بدأت فيها بـ "مقدمة" تقول فيها: "هذه السطور ليست من محضِ الخيال، بل تمتُّ إلى الواقع بصلة حتمية، تحاكي بجرأة شخصيات من هذا الزمن، تسقط قناع المستور وتعلنها ثورة، حيث يشهر سلطان الرغبة سيفه، ويقود رعيته في ديكتاتورية الممنوع والمحظور لتقرع طبول الصراع، ويطلق أول سهام المواجهة على جبهة الروح المتمردة عشقاً في مقابل جبهة العبودية الخرساء، بفعل البشرية المتسلطة. فأيهما سينتصر؟!"
وعوداً على بدء، تعالج الروائية جمانة عيسى من خلال حكاية "ملاك" الشخصية المحورية في الرواية، والشخصيات الأخرى المكملة "ثائر" و "حازم" وغيرها، موضوعات تتعلق بالحياة الزوجية، وأهمها أسباب الخيانة الزوجية، فملاك الباحثة عن الحب، يهملها زورجها "حازم" وينشغل عنها بأعماله فتقع فريسة الخطيئة مع صديق زوجها "ثائر، تتوالى الأحداث في الرواية حتى يتزوج ثائراً من امرأة أخرى، اختارتها والدته، أما زوجها فيذهب ضحية عمل إرهابي، "صدماتٌ متعاقبة تلقتها ملاك، فماذا عساها أن تبكي؟ رحيل حازم؟ أم زواجه السري في بلاد الإغتراب؟ أم خيانتها له مع صديقه؟ ...". تنتهي الأحداث برجوع بطلة الرواية إلى ذاتها وإلى الله، وحده لا خسارة معه "هو الرضا، هو النصر الحقيقي".
اعلَمْ يا ابن آدم أن المرأةَ مخزونُ عطفٍ وحنانٍ لا ينضُب. وكلما أثقلها، رأيتَها تتعثَّرُ به لِتَسقُطَ عند أوّل مُفترق. فليسَ أصعب من أن يَضيقَ قلبُ امرأةٍ بالأسرار وأن تَتقرَّح أجفانُها من حرارةِ الدموع، عندها فقط ستغفو، تمهيداً للدخول في سُباتِ الخطيئة