القلعة / كافكا
القلعة / كافكا
ترجمة : د. نبيل الحفار
الرافدين للنشر والتوزيع
هناك أيضًا في الساحة الرئيسية كانت تقوم كنيسة، جزؤها الأكبر محاطٌ بمقبرة قديمة، وهذه بدورها محاطة بسور عالٍ، لم يتمكن من تسلقه إلا قلة من الفتية، وحتى ك لم يفلح. لم يكن الفضول ما دفعهم إلى ذلك، فالمقبرة بالنسبة إليهم لم تعد تنطوي على أسرار. لقد دخلوها سابقًا عدة مرات عبر بوابتها الحديدية، لكنهم ابتغوا إخضاعها من فوق السور العالي والأملس. ذات يوم قبل الظهر - كانت الساحة الساكنة والخاوية تفيض بنور الشمس - أفلح ك بشكل يثير الدهشة، وفي موضع أخفق عدة مرات عنده سابقًا، في تسلقه من المحاولة الأولى وبين أسنانه علَمٌ صغير. كانت قطع الحجارة لا تزال تتساقط من تحته عندما اعتلى السور، غرس العلم في شقٍ وفردت الريح القماشة، نظر إلى الأسفل ومن حوله وكذلك من فوق كتفه إلى الأفق، ثم إلى الصلبان المغروسة في الأرض؛ لا أحد الآن وهنا كان أكبر منه.
"في الرواية المألوفة يبقى المرء في نطاق الرواية، ولا يطالب بتفسير بعد انتهائه من قراءتها. ويأتي كاتب مثل كافكا، يكتب عن أمور بسيطة في الحقيقة، عن مساح أراضٍ مثلاً، ومع ذلك يتسم هذا كله بجمال أخاذ يستحوذ على القارئ بطريقة ما، لأنه ذو مغزئ كبير على نحو خاص".