فن الترجمة / د. محمد عناني
فن الترجمة / د. محمد عناني
الشركة المصرية العالمية للنشر - لونجمان
كتاب « فن الترجمة» من أشهر الكتب التي صدرت للدكتور
محمد عناني أستاذ الأدب الانجليزي بجامعة القاهرة وأستاذ الترجمة بلا منازع ، له بصمة في عالم الترجمة وله فضل لا ينسى في الارتقاء بهذا المبحث من خلال قيامه بالتدريس في الجامعة أو من خلال إشرافه على مئات الرسائل من الماجستير والدكتوراه أو من خلال كتبه التي ساهمت كثيرا في تبصير كثير من المترجمين وخاصة حديثي العهد بفن الترجمة. وهذا ما أورده في مقدمته للكتاب حيث يؤكد على أن ”الكتاب موجَّه إلى حديث العهد الذي يضع قدميه على هذا الطريق لأول مرة ، وأعني به من يحيط باللغتين (العربية والإنجليزية) إحاطة مقبولة ، ولكنه لم يكتسب بعد الخبرة الكافية بدقائق المضاهاة بين اللغتين“(<1>).
وكذلك يرجع له الفضل_بعد الله عز وجل_في إلقاء الضوء على ترجمات معاني القرآن الكريم وتشجيع الباحثين على دراستها وربطها بمبحث الترجمة وجعلها مناط للبحث الأكاديمي.
وهكذا فإن الدكتور محمد عناني يعد نموذجا وقدوة يحتذي بها للباحث الأكاديمي النشط ؛ فبالرغم من أنه جاوز الستين من عمره إلا أنه لا يزال يستيقظ مبكرا كعادته في الفجر ليواصل عمله في الترجمة أو التأليف أو القراءة أو البحث عن حل لمشكلة ما تعرض لها أثناء الترجمة ثم يذهب ليواصل عمله في الجامعة أو المجلات التي يشرف على رئاسة تحريرها حتى الساعة الثامنة يوميا ثم يأوي لفراشه دون الرد على المكالمات فإذا اتصلت به بعد الثامنة تجده يترك لك رسالة عبر الهاتف الآلي يطلب منك ترك رسالة لحين الرد عليها.
هكذا يمضي الدكتور عناني يومه ما بين التأليف والقراءة أو البحث. هذا ما تعلمناه منه في محاضراته حيث قال لنا ذات يوم ”أن ما يميز أساتذة جامعة القاهرة هو أن الغالبية العظمى منهم في حالة بحث دءوب ونشاط يفوق نشاط الشباب فنادرا ما تجد منهم الكسول أو المغمور.“
وكتاب فن الترجمة الذي نحن بصدده كتاب شيق وعظيم الفائدة للمترجمين والهواة ، فقد جذب الكثير من القراء من المتخصصين وغيرهم بأسلوبه المبسط السهل السلس ؛ مما أدي إلى الإقبال غير المسبوق عليه وطبعه أكثر من خمس مرات فضلا عن لغته العربية الأصيلة الممتعة التي لا يمل قراءتها لسهولة عباراتها وسلامة تركيبها.
ويتناول كتاب فن الترجمة الحديث عن مبحث الترجمة والصعوبات التي تواجه المترجم عمليا لأن المؤلف يؤكد على أن ما يطرحه الكتاب من آراء «هي آراء في صلب عملية الترجمة لا في النظرية»(<2>) ؛ فهو يحاول تقديم أيسر الحلول المتاحة للخروج من المأزق الذي قد يقع فيه المترجم و يتعسر عليه الخروج منه ؛ فالكتاب مقسم إلى مقدمة وتمهيد وستة فصول يتناول كل فصل منه جانب من جوانب المعالجة الفنية لمشكلات الترجمة من حيث ’ اللفظ‘ و’الجملة‘ و’التركيب‘ و’ التراكيب الاصطلاحية‘ منتهيا بترجمة الشعر.