الوقائع الغريبة فى إختفاء سعيد أبى النحس المتشائل / أميل حبيبى - الطبعة الأولي ١٩٧٤

رواية "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" من تأليف الكاتب الفلسطيني إميل حبيبي، وتُعد من أبرز الأعمال الأدبية العربية في القرن العشرين، وقد حققت شهرة واسعة لما تحمله من ابتكار لغوي وسردي، ولما تتضمنه من نقد سياسي ساخر للواقع الفلسطيني بعد نكبة 1948.

الرواية نُشرت لأول مرة عام 1974، وابتكر فيها حبيبي شخصية سعيد أبي النحس المتشائل، التي تمزج بين التفاؤل والتشاؤم، وهو ما عبّر عنه الكاتب بمصطلح "المتشائل"، أي الذي يتذبذب بين التفاؤل والتشاؤم، ويمثل الفلسطيني الذي يعيش في الداخل المحتل بعد عام 1948.

تدور أحداث الرواية حول سيرة سعيد، الذي يروي حياته من خلال سلسلة من الرسائل أو "الوقائع"، حيث نتابع تحوله من شخص بسيط يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي إلى متعاون مع السلطة، ثم إلى ناقد وساخر منها. تسخر الرواية من السلطة والاحتلال، ومن بعض مظاهر السذاجة السياسية في المجتمع العربي، باستخدام أسلوب عبقري يمزج بين الكوميديا السوداء والرمز والفنتازيا.

الرواية تُعد نموذجًا للأدب السياسي الساخر، وتُقارن كثيرًا بأعمال مثل "دون كيشوت" أو "جوزيف ك." في رواية كافكا. وقد أثّرت في العديد من الأدباء العرب والأجانب، وتُدرّس في العديد من الجامعات حول العالم، كما تُرجمت إلى لغات متعددة، منها الإنجليزية والعبرية والفرنسية.

وقد حاز إميل حبيبي على جائزة إسرائيل في الآداب عام 1992، وهو ما أثار جدلاً كبيرًا، لكنه أكّد دوماً أن هدفه من البقاء في الأراضي المحتلة هو مقاومة الاحتلال بالكلمة والموقف.