"النص المؤسس ومجتمعه" للكاتب والمفكر خليل عبد الكريم هو عمل فكري عميق ومثير للجدل، يسلط الضوء على النصوص التأسيسية للإسلام (القرآن الكريم والسنة النبوية) وكيفية تفاعلها مع السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع الذي نشأت فيه. الكتاب صادر في جزئين عن دار مصر المحروسة، ويُعد من الدراسات الجريئة التي تثير أسئلة حول العلاقة بين النصوص المقدسة والواقع الذي أنتجها.
في هذا العمل، يتناول خليل عبد الكريم النصوص التأسيسية بوصفها جزءًا من مجتمعها التاريخي، ويستعرض كيف أثرت البيئة العربية في مكة والمدينة على طبيعة النصوص والمفاهيم الدينية التي تبلورت في تلك الفترة. يناقش الكاتب دور البنية القبلية، الأعراف الاجتماعية، والأنظمة الاقتصادية في تشكيل السياقات التي نزلت فيها النصوص، محاولًا تقديم قراءة تأصيلية لفهم أعمق للدين الإسلامي.
الجزء الأول يركز على نشأة النصوص القرآنية والسنة النبوية، موضحًا التحديات الاجتماعية والسياسية التي كانت تواجهها الجماعة الإسلامية الأولى. الجزء الثاني يتعمق في دراسة المجتمع الذي أحاط بالنصوص التأسيسية، مع تحليل العلاقة الجدلية بين النصوص والواقع الذي أنتجها.
الكتاب يتسم بأسلوبه التحليلي الأكاديمي، ويعتمد على مراجع متنوعة، ما يجعله مرجعًا مهمًا للباحثين في الدراسات الإسلامية والتاريخية. ومع ذلك، فإنه يُعد من الأعمال التي قد تُثير النقاشات الفكرية الحادة بسبب طبيعته النقدية.
"النص المؤسس ومجتمعه" هو عمل يناسب القارئ الذي يبحث عن تحليل عميق وغير تقليدي للنصوص الدينية في سياقها التاريخي والاجتماعي. يُعد الكتاب إضافة قيّمة لأي مكتبة مهتمة بالفكر الإسلامي والدراسات التاريخية
