موسوليني / جوسيبي دي لونا
موسوليني / جوسيبي دي لونا
ترجمة عادل دمردا
الهيئة العامة المصرية للكتاب
بدأ العالم يسمع عن موسوليني في العشرينيات والثلاثينيات من قرننا الذي أوشك على الانتهاء، والذي وصفه ذات يوم "بأنه سيكون قرن الفاشية"!
اتصفت تلك الفترة من تاريخ أوروبا، التي تلت الحرب العالمية الأولى، بأنها عصر الديكتاتوريات. فظهر أثناءها هتلر في ألمانيا وستالين في روسيا وسالازار في البرتغال ثم فرانكو في إسبانيا, وكان موسوليني بحق هو مؤسس هذه المدرسة والقدوة التي تمثل بها غيره وعلى رأسهم هتلر الذي يعتبره أستاذاً له.
في هذا الكتاب، يعرض المؤرخ الإيطالي جوسيبي دي لونا المتخصص في تاريخ بلاده المعاصر، وفي فترة الفاشية على وجه التحديد، مسار حياة المدرس الفاشل المتحمس للاشتراكية الذي هاجر إلى سويسرا هرباً من التجنيد، وكيف اشتغل بالصحافة ولمع فيها بعد أن عاد إلى بلاده. ويبين لنا كيف تحول بعد ذلك إلى دكتاتور مستبد بدهائه وأنانيته وحسه الانتهازي المرهف الذي مكنه من استغلال مخاوف خصومه من اليسار لتحقيق أهدافه والوصول إلى الحكم في نهاية المطاف. إنها قصة كل حاكم مستبد عاشق لذاته يستغل معاناة الجماهير لإشباع أطماعه، فيقول لها "أعطني حريتك… أعطك الخبز" ثم يأخذ الاثنين.
سيرى القارئ من سياق سيرته كيف تحول من نصير للاشتراكية إلى عدو لها، وكيف أسس الحزب الفاشي وخنق الحريات وأسكت المعارضة بوحشية وخسة. كان لا يترفع عن قتل خصومه. كما كان "فتوات" حزبه لا يتورعون عن ضرب المعارضين بهراواتهم الغليظة وسكب الخروع في أفواههم. وسيرى أيضاً كيف صدق الأساطير التي كان يخدع بها غيره، مثل إحياء الإمبراطورية الرومانية القديمة وقدراته الخارقة ونبوغه في كل شيء.
لقد احتل موسوليني أثيوبيا واستعمل الغازات السامة في إبادة الأثيوبيين، وأعاد احتلال ليبيا وأمر بإعدام المناضل الشهيد عمر المختار. وأخيراُ قادته أطماعه إلى التحالف مع هتلر، ودخول الحرب العالمية الثانية ليلحق ببلاده الخراب والدمار وهزيمة منكرة في ميادين القتال، بسبب تدخله الأحمق في العمليات العسكرية وعدم إلمامه بأصول الحرب وعلومها.
..ثم كانت النهاية المفجعة، في يوم من أيام أبريل 1945… النهاية التي يلقاها كل ديكتاتور على يد الشعب الذي تصور أنه خدعة… إذ قبض عليه رجال المقاومة الإيطاليون، وهو يحاول الفرار من بلاده التي لفظته كالفأر المذعور في سيارة نقل عسكرية ألمانية، ثم أعدموه هو وعشيقته رميا بالرصاص وعلقوا جثتيهما من القدمين على صارى صهريج محطة بنزين ليبصقق عليهما المارة… ومن سخرية القدر أن يكون في ميلانو التي شهدت مولد الفاشية على يد موسوليني قبلها بعشرين عام