نحو ثورة فى الفكر الدينى / محمد النويهى
نحو ثورة فى الفكر الدينى / محمد النويهى
نحو ثورة فى الفكر الدينى / محمد النويهى
دار رؤية
لكي نحقق الثورة الثقافية المنشودة لابد لنا من أن ندخل تعبيراً جذرياً على فهم الناس لماهية الدين ودوره ومدى سلطانه باعتباره. كما يرى الخصوم – حجر عثرة في سبيل التقدم الإنساني – وإن هذا ينطبق بنوع خاص على الأديان التي تسمي نفسها “الأديان السماوية” وهذا ناشئ في أساسه من محض اعتقاد كل منها أنه منزل من عند الله. فهو كلمة الحق النهائية التي لا تحتمل تبديلاً ولا تقبل جدلاً. لكن الذي ضاعف الخطب هو أن كلاً منها نشأت فيه طبقة كهنوتية ادعت أن الدين الذي تمثله هو المصدر الوحيد للأحكام، لأن الذات الإلهية هي المنبع الوحيد للشرع أو القانون. فالله هو المشرع الوحيد. وكان هذا مقدمة لإدعائها أنها هي وحدها التي يجب أن يوكل إليها الحكم في كل الأمور. كما أن رجال الدين يعارضون دائماً كل تجديد في الفكر والمجتمع ويسعون في محاربته ويسمونه بدعة. لكن كل محاولتهم مستحيلة مناقضة لسنة الحياة المستمرة التغير.