تاريخ الرقابة على السينما فى مصر / سمير فريد

​كتاب "تاريخ الرقابة على السينما في مصر" للناقد السينمائي والمؤرخ سمير فريد يُعتبر مرجعًا مهمًا يتناول تطور الرقابة السينمائية في مصر منذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين. يستعرض الكتاب الصراعات المستمرة بين الرقابة والفن السابع، والتي غالبًا ما كانت ذات طابع سياسي، مع تخللها لأبعاد أخلاقية ودينية في بعض الفترات.​

من أبرز القضايا التي يناقشها الكتاب:​

محاولة يوسف وهبي تجسيد شخصية النبي محمد عام 1926: حيث أثارت هذه المحاولة جدلاً واسعًا في الأوساط الدينية والثقافية، ما أدى إلى تراجع وهبي عن الفكرة بعد تهديده بالنفي وسحب الجنسية المصرية. ​
قضية فيلم "المذنبون" عام 1976: الذي واجه اتهامات بالإساءة لسمعة مصر والقيم الأسرية، وتم منعه من العرض، بل وتقديم العاملين في الرقابة الذين أجازوا عرضه للمحاكمة. ​

أزمة فيلمي "درب الهوى" و"خمسة باب" عام 1983: حيث تعرضا لهجوم شديد من قبل بعض الفنانين والنقاد والصحفيين، الذين طالبوا بمنعهما وحرقهما، معتبرين أنهما يسيئان للأخلاق والقيم الاجتماعية. ​
يُسلط الكتاب الضوء أيضًا على دور الصحافة في تأليب الرأي العام ضد بعض الأفلام، حيث يشير المؤلف إلى أن العديد من الصحفيين، دون فهم نقدي أو وعي سينمائي، كانوا يدعون إلى مصادرة الأفلام ومنعها، مما جعل الصحافة في بعض الأحيان رقيبًا أقوى من جهاز الرقابة نفسه. ​
يُعتبر هذا الكتاب وثيقة هامة لفهم العلاقة المعقدة بين الفن والسلطة في مصر، وكيفية تأثير الرقابة على تطور السينما المصرية عبر العقود.​