كتاب "قصة ثورة 23 يوليو" للمؤرخ والصحفي أحمد حمروش هو أحد أبرز الأعمال التي تناولت ثورة يوليو 1952، حيث يُقدم سردًا تاريخيًا موثقًا وشاملًا للأحداث التي أدت إلى قيام الثورة، وما تلاها من تطورات غيّرت مجرى التاريخ المصري الحديث.
يتميز أحمد حمروش، وهو أحد الضباط الأحرار وصاحب تجربة مباشرة مع الثورة، بقدرته على تقديم التفاصيل بموضوعية ودقة، مستعرضًا الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مهدت لقيام الثورة، بداية من فساد الحكم الملكي، واستمرار الاحتلال البريطاني، ومعاناة الشعب المصري من الفقر والاستغلال.
يستعرض الكتاب دور جمال عبد الناصر ورفاقه من الضباط الأحرار في التخطيط للثورة وتنفيذها ليلة 23 يوليو 1952، وكيف تمكنت الحركة من إسقاط النظام الملكي وتأسيس الجمهورية. كما يُقدم المؤلف تحليلًا للقرارات المصيرية التي اتخذتها الثورة، مثل تأميم قناة السويس، والإصلاح الزراعي، وخروج القوات البريطانية من مصر، والدور الذي لعبته الثورة في التحولات الاجتماعية والسياسية في الوطن العربي.
"قصة ثورة 23 يوليو" ليس مجرد توثيق تاريخي، بل هو أيضًا شهادة شخصية من أحمد حمروش على واحدة من أهم فترات التاريخ المصري، مما يضفي على الكتاب قيمة إضافية من حيث المصداقية والقرب من الأحداث.
يُعد الكتاب مرجعًا أساسيًا لفهم ثورة يوليو وأهدافها وإنجازاتها وكذلك التحديات التي واجهتها، مما يجعله قراءة ضرورية للمهتمين بتاريخ مصر السياسي والاجتماعي. بأسلوبه الواضح والموثق، يقدم أحمد حمروش قصة الثورة بكل أبعادها السياسية والإنسانية، لتبقى جزءًا من الذاكرة الوطنية المصرية والعربية.
