حي المسلخ - الكرنتينا، كان قاعدة حزام البؤس في لبنان. ومنه انطلق هذا الحزام ليُلف بيروت بنصف مليون من الفقراء، كانوا خلال نصف قرن، حقل تجارب للأفكار والدراسات حول قابلية الإنسان على العيش في ظل الظروف القاسية، ومدى تحمله لكل ضرب الفقر الاجتماعي. أحست من الطفليات من الفقراء والنازحين، هامشاً عند أطراف البحر، أنها تنتمي إلى وطن لا يريد التعامل معها إلا على أساس منطق السادة والخدم، كما يرفض الاعتراف بحقها في الحياة الخالية من الإذلال. ولا يرى أصحابه والمستفيدون منه حرجاً في وصف أبناء هذا الحي بالأغراب، ليبرروا ما واجهتهم إزاء بقية الناس. واتسعت دائرة الإنكار لتشمل كل من في الحي وما فيه، حتى أحلامهم وأفكارهم وعرقهم ودموعهم... فكانت البداية
