النص والإجتهاد فى الفكر الأصولى
النص والإجتهاد فى الفكر الأصولى
من تقديس النقل إلى تسربح العقل
د. بثينة الجلاصى
رؤية
النص الأصولي شأنه شأن النصوص المنتمية إلى حقول معرفية مختلفة لأنه يوظف الشاهد الديني للغايات التي كنا أبنا عنها فهو خطاب يسعى إلى أسر المتلقي من خلال إقناعه بحجية الأدلة التشريعية وتنقيتها من كل الشوائب، تنقية تنهض على مسلمات تمثل أمتلاك الحقيقة واحتكار اليقين، وهذا الادعاء وإن كان يستند إلى سلطة الشاهد الديني، فإن غايته القصوى إقرار سلطة الخطاب الأصولي من خلال استحضار كل السلط التي تقويه وتشحنه. لقد تجلى هذا الأمر فيما لمسناه من اضطراب مقولات الأصوليين ومن تناقضاتهم في قبول الظن وخبر الواحد، وهو ما جدد فينا سؤالًا عن خطورة فعل التأويل في أي خطاب وعن الوشائج القائمة بين تأويل المقدس لتقديس ما هو بشري تاريخي، كيف يمكن للمجتهد أن يقرأ النص الشرعي؟وبأي عين يمكن للاحق ان يقرأ اجتهاد السابق ؟ وماحدود العقل في هذه القراءة ؟ وهل تجوز القراءة دون تفكيك أليات الخطاب وأبعاده فيغلب الإيمان على البرهان ويغلب التبرير على التأويل ؟ هذه هى بعض المشاغل التي نحاول الإجابة عنها في هذا الكتاب .