ساحل الغواية .. فى الصحراء موج أقل
ساحل الغواية .. فى الصحراء موج أقل
محمد رفيع
دار العين للنشر
بدا أنهما على إستعداد لأن يفترسا أي وحش وهما معاً، ظلا يلعبان في البرية كطفلين، حتى تذكرا أن الموت قادم لا محالة، ولم يبق غير سويعات قليلة من الفرح، فقررا أن ينتصرا للفرح الأخير على الرعب، وحتى على الموت ذاته، خلعا ملابسهما كما خلعهما العالم، ومع كلب قطعة يخلعانها ينتصران على القبح، ويتقبلان فرحهما الجسدي، حتى إذا تخلصا من أثقالهما؛ عادا إلى ذاتيهما. تأمل الرجل جسد حبيبته طالعاً كشجرة من الرمال، وهي واقفة على بعد خطوات من قله. تلمع في عينيها الدهشة الأخيرة، تحير مهدي متى ينقذهما؟ أيقطع تلك اللحظة عليهما؟ وقال لنفسه: لا لن أفعل. وتنهد تنهيدة كبيرة وأكمل: آه عندما تكون كل إنفعالات الإنسان من فرح ودهشة ورغبة هي أخيرة. آه عندما يدرك الإنسان ميعاد موته. ساعتها يصبح الجسد حاراً لا بحرارة الشمس ولا بحراة الرغبة ولكن بحررة الحرية؛ حرية من تحررمن عقدة الموت. آه يا لذة السويعات الأخيرة، آه عندما تفض الجسد وتودعه في الوقت نفسه.