تخطي إلى معلومات المنتج
1 of 3

موسوعة أساطير العرب عن الجاهلية ودلالاتها ج1 / د. محمد عجينة

موسوعة أساطير العرب عن الجاهلية ودلالاتها ج1 / د. محمد عجينة

Regular price LE 390.00
Regular price LE 740.00 Sale price LE 390.00
Sale غير متوفر
Shipping calculated at checkout.

دار الفارابي 

تُعَتَبَرُ الأَسَاطِيرُ قَدِيمَهَا وَحَدِيثَهَا مَصْدَرًا خَصْبًا مِنْ مَصَادِرِ الدِّرَاسَةِ لِلشُّعُوبِ وَالْمَجْتَمَعَاتِ وَتَحْلِيلِ رُؤْيَتِهَا لِلْكَوْنِ وَالْمُجْتَمَعِ وَالْإِنْسَانِ وَمَعْرِفَةِ مَوَاقِفِهَا مِنَ الْقَضَايَا الْجَوْهَرِيَّةِ الَّتِي شَغَلَتْهَا أَوْ لَا تَزَالُ تَشْغَلُهَا عَلَى اِخْتِلَافِ الْأَقْطَارِ وَالْأَعْصَارِ. وَقَدْ بَدَأَتْ الْأَسَاطِيرُ بِمَا هِيَ ظَوَاهِرُ ثَقَافِيَّةٌ فِي أَيِّ مَجْتَمَعٍ مِنَ الْمَجْتَمَعَاتِ، تَتَبَوَّأُ الْمَنْزِلَةَ اللَّائِقَةَ بِهَا، وَقَدْ وَلَى ذَلِكَ الْعَهْدُ الَّذِي كَانُوا يَنْظُرُونَ فِيهِ إِلَيْهَا عَلَى أَنَّهَا أَوْهَامٌ وَأَبَاطِيلُ. وَلِذَلِكَ تَجِدُهُمْ قَدْ عَنَوْا بِهَا فِي أُورُوبَا مُنْذُ الْقُرُونِ الْوَسْطَى حَتَّى الْآنَ اِهْتِمَامًا فَائِقًا عَلَى اِخْتِلَافِ الْمَوَاقِفِ مِنْهَا وَالْمُنْطَلَقَاتِ وَوُجُهَاتِ النَّظَرِ. وَلُوْ اِتَّفَقَّ جَلَّ الدَّارِسِيْنَ لِأَسْاطِيرِ مُخْتَلِفِ الْحَجَالَاتِ الْحَضَارِيَّةِ عَلَى أَنَّ الْأَسَاطِيرَ مِنْ نِتَاجِ الْخَيَالِ الْبَشَرِيِّ الْخَلَّاقِ، فَإِنَّهُمْ يُؤَكِّدُونَ أَنَّهَا لَيْسَتْ مُجَرَّدَ وَهْمٍ وَأَبَاطِيلٍ بَلْ أَنَّهَا فِي نَظَرِ مُبْدِعِيهَا مِنَ الشُّعُوبِ وَالْأُقْوَامِ عَيْنُ الْحَقِيقَةِ. وَلِذَلِكَ فَإِنَّ “أَسَاطِيرَ الآُولِيْنِ” هِيَ دَائِمًا أَسَاطِيرُ الْآُخْرِيْنَ وَقَلَّمَا تَجِدُ شَعْبًا مِنَ الشُّعُوبِ يُقَرِّ بِأَنَّ أَسَاطِيرَهُ يُمْكِنُ أَنْ نُدْرِجَ فِي بَابِ الْأَسَاطِيرِ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّهَا قَدْ تَنْدَرِجُ ضِمْنَ أَبْوَابِ شَتَّى مِنْ كُتُبِ الْعَقَائِدِ وَالْمِلَلِ وَالنَّحْلِ بَلْ وَفِي الْكُتُبِ الْعِلْمِيَّةِ أَوْ شَبَهِ الْعِلْمِيَّةِ مِنْ جُغْرَافِيَّةٍ وَتَارِيْخِيَّةٍ وَمَا إِلَيْهَا مِمَّا يَتَّصِلُ بِوَعْيِ الْإِنْسَانِ وَإِدْرَاكِهِ لِمَنْزِلَتِهِ فِي الْكَوْنِ وَالْمُجْتَمَعِ. وَمِمَّا يُضَاعِفُ مِنْ قِيَمِ الْأَسَاطِيرِ مَصْدَرًا مَنْ مَصَادِرِ الْمَعْرِفَةِ أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ صُنْعِ أَفْرَادٍ بِأَعْيَانِهِمْ بَلْ هِيَ مِنَ الْمُبْدِعَاتِ الْجَمَاعِيَّةِ. وَتَأَسِّيًا عَلَى ذَلِكَ، فَإِنَّ خَطَّ الْتَّوَصُّلِ إِلَى رُؤْيَةٍ شَامِلَةٍ أَوْ مُتَكَامِلَةٍ هُوَ فِيهَا أَكثَرُ مِمَّا فِي سَوَاهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْخِطَابِ، فَضْلًا عَنْ أَنَّهَا أَقَلَّ عُرْضَةً لِلتَّزَيُّفِ وَالتَّغْيِيرِ مِنَ الْمُبْدِعَاتِ الْفِكْرِ وَالْخَيَالِ الَّتِي تُنْسَبُ إِلَى أَشْخَاصٍ بِذَوَاتِهِمْ.

بالاستناد إلى ما ذكرت، يمكن للشخص أن يقدر أهمية هذه الدراسة حول الأساطير العربية في فترة “الجاهلية” وفوائدها العملية في حياة العرب قبل الإسلام وحتى في الفترات التطورية اللاحقة. فالأشكال الأسطورية ليست عبارة عن مسألة تهم فقط أفراد المجتمعات القديمة، بل تهمنا أيضًا نحن. وعندما نتحدث عن أساطير العرب في فترة” الجاهلية”، فإننا نشير في الوقت نفسه إلى الأساطير التي كانت سائدة واستمرارها في فترة الإسلام، وهي تشكل جزءًا من الوعي والرؤية العالمية التي كانت أو نشأت لدى العرب المسلمين أو التي ورثوها من ماضيهم قبل الإسلام. وعلى الرغم من معرفتنا بذلك، فإن هذه الأساطير قد وصلتنا عبر المذكرات الإسلامية بعد أن تم تناقلها بشكل شفهي، مما يشير إلى أنها ربما تأتينا في شكل طبقات رسوبية تم تراكمها عبر العصور، تشبه تراكمات الأرض في علم الجيولوجيا.

وعلاوة على ذلك، يتناول هذا البحث ليس فقط “الأساطير الجاهلية”، بل يتناول أيضًا المادة الأسطورية التي تم إرثها من العرب القدماء في المدونات الإسلامية التي لم تتخلص من جذورها الأسطورية. على الرغم من انتقال العرب من العبادة الوثنية إلى الديانة الإسلامية والاقتناع بتوحيد الله، إلا أن بعض تلك الجوانب الأسطورية لا تزال حية وتستمر في بعض المدونات الإسلامية. كما أن بعض الصور والرموز والمفردات الرمزية، وبشكل عام “الميثمات”، كانت عناصر تشكل صورة الكون والسماوات السبع والأرضين السبع والجنة والنار في الثقافة الإسلامية، بخاصة في كتب التفسير وقصص الأنبياء وكتب العجائب والغرائب. وفي بعض الأوساط الثقافية والاجتماعية، سواء بسبب القليل من المعرفة أو تأثرها ببقايا أساطير الشعوب القديمة، مثل اليمن ويثرب التي تأثرت بـ “الإسرائيليات” والعراق الذي تأثر بديانات الفرس والصابئة المعروفة في الإسلام باسم الصابئة وأساطيرهم الكوكبية ورموزها.

عند العودة إلى هذه الدراسة، تم تقسيمها إلى سبعة فصول. وفي الفصل الأول، تم تعريف الأساطير للعرب من حيث اللغة والاصطلاح، وتمت مراجعة الدراسات العربية السابقة في هذا المجال بشكل نقدي. وتم تخصيص الفصل الثاني للحديث عن أساطير خلق الكون والإنسان وصورة الكون كما تتجلى في الأساطير. وتناولت الفصول الأخرى مظاهر مختلفة للكون، حيث تم تخصيص الفصل الثالث لأساطير الكواكب والرابع لأساطير المظهر الطبيعي. وكان الفصل الخامس استكمالًا طبيعيًا للفصل السابق، حيث تم تخصيصه للحيوانات غير المنظورة مثل الفيلة والسعالي والملائكة والشياطين. وتم تخصيص الفصل السادس لأساطير الإنسان والمؤسسات الإنسانية. واختتم البحث بالفصل السابع حيث حاول المؤلف أن يجمع بين عناصر عالم العرب الأسطوري و “الأشكال الرمزية” المختلفة، وربط بين عناصره بشكل منسق كما هي في “الفكر الأسطوري”.

تعتبر الأساطير قديمها وحديثها، مصدرا غنيًا ومثيرًا للاهتمام لدراسة الشعوب والمجتمعات وتحليل رؤيتها للكون والمجتمع والإنسان، وأيضًا لمعرفة مواقفها من القضايا الأساسية التي شغلتها في الماضي أو لا تزال تشغلها في أماكن وأزمنة مختلفة.

وإستناداً إلى ما تم ذكره، يمكن للشخص أن يقدر قدر الفوائد العلمية التي يمكن أن توفرها دراسة أساطير العرب في فترة “الجاهلية” عن حياة العرب قبل الإسلام وحتى حياة الشعوب العربية في أوقاتها المتقدمة. فأشكال الفكر الأسطوري ليست قضية مهمة فقط للمجتمعات القديمة، بل تهمنا أيضاً. عندما نتحدث عن أساطير العرب في فترة “الجاهلية”، نقصد بها على الوقت نفسه الأساطير التي كانت سائدة في ذلك الوقت وتلك التي استمرت بعد الإسلام، والتي هي جزء من الوعي والنظرة العالمية التي تشكلت لدى العرب المسلمين أو التي ورثوها من الماضي. وبغض النظر عن كل ذلك، توفرت لنا جميع هذه الأساطير في المصادر الإسلامية بعد نقلها من جيل إلى جيل، مما يجعلنا نتوقع أنها ستكون متكونة من طبقات متتالية مثلما يحدث في علم الطبقات الأرضية.

عندما يُنزِل الأسطورة إلى مستوى يجعلها مُرتبطة بعدة جوانب من نشاط العقل البشري، يكون لموضوعنا هذا صِلة مباشرة وأساسية بمواضيع أخرى؛ فهو يرتبط بتاريخ العرب القدماء في الفترة المعروفة بالجاهلية، وله أيضًا صِلةً واضحة بمعتقدات تلك الشعوب وخاصة الأديان الشرقية القديمة التي نشأت في تلك الجزء من العالم. وله علاقة أيضًا بتاريخ الأدب العربي بالمفهوم العام لكلمة “أدب”.

وفي ضوء كل النظرات المشار إليها، اعتقدنا أنه من الضروري الاهتمام بالروايات الأسطورية التي وصلتنا من الجاهلية كموضوع لهذا البحث، وقد اخترنا عنوانًا له وهو “أساطير العرب عن الجاهلية ومعانيها”. ويدل ذلك على أن بحثنا لا يُنحصر في تناول “الأساطير الجاهلية” فحسب، بل يتضمن أيضًا المواد الأسطورية التي وصلتنا من العرب القدماء في الكتب الإسلامية.


كتاب موسوعة أساطير العرب عن الجاهلية ودلالاتها

الكاتب محمد عجينة

عرض التفاصيل الكاملة

Customer Reviews

Be the first to write a review
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)